الدعوى الإستعجالية الإدارية و تطبيقاتها في الجزائر pdf
يعد القضاء الإداري آلية من آليات الرقابة على أعمال الإدارة، بحيث يراقب و يجازي تجاوز السلطة من طرف الهيئات الإدارية، ويراقب الممارسات الحرة للحقوق و الحريات العامة و إحترام حقوق الملكية الخاصة، كما يسهر على تحقيق نوع من المساواة بين الإدارة و المتاعملين معها.
لكن المتعارف عليه أن التقاضي يخصع لإجراءات طويلة و معقدة يترتب عنها ضياع لحقوق أو نقصان من قيمتها أو حدوث ضرر بالغ بأحد الأطراف يصعب جبره بعد ذلك، و على هذا تم إبتداع ما يعرف بقضاء الإستعجال الإداري لا يتقيد بإجراءات التقاضي العادية و يكفل حماية سريعة للحقوق و المراكز القانونية.
و تضاهي صلاحيات قاضي الإستعجال صلحيات المعروفة لدى القاضي العادي و قد تزيد عنه، كوقف الإضراب، حل حزب سياسي أو جمعية مدنية، وقف تنفيذ قرار أداري، إضافة إلى صلاحياته التقليدية كتعين خبير أو محضر قضائي.
فإلي أي مدى يمكن إعتبار النظام القانوني للدعوى الإستعجالية الإدارية موفقا في تكريس مبدأ المشروعية و فرض رقابة ناجعة على أعمال الإدارة ؟
و هل خصص المشرع الجزائري إجراءات تتلاءم وطبيعة الدعوى الإستعجالية المتميزة و ذات الخصوصية ؟ أم أبقاها خاضعة لنفس القواعد العامة لدعوى الإدارية ؟
و ما هو دور الذي يمكن أن يقوم به قاضي الإستعجال في التوفيق بين مصالح الإدارة و مصالح المتعاملين معها و المهددة بخطر داهم من جهة ثانية ؟
وللإجابة على هذه التساؤلات قسمنا بحثنا هذا إلى فصلين:
تعليقات
إرسال تعليق